[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]هذه الاضطرابات شائعة وتتميز باختلال في وظائف الجسم ، وقد تحدث تغيرات في تركيبه ، وهذا ينشأ من عوامل نفسية ، وإنّ أي اضطراب نفسي يؤدي إلى تغيرات جسمية ، فقد يعاني الشخص من مشاكل أو ظروف غير طبيعية ، أو صراعات داخلية في الشخصية دون أن يشعر بأعراض نفسية . والتوتر المصاحب للعوامل النفسية يؤثر على الجسم عن طريق أجزاء من المخ والهيبوثلاموس ، وبواسطة أعصاب تعرف بالأعصاب السمبثاوية ، وأخرى تعرف بالباراسمبثاوية ، وعن طريق الغدد الصماء . فتحدث تغيرات بالجسم تشمل زيادة أو نقص إفرازات بعض الأعضاء كالمعدة ، أو قد يزيد أو ينقص نشاط عضو كما يحدث لضربات القلب ، أو قد تتمدد الأوعية الدموية ، أو تنقبض ، وهذه التغيرات تكون مؤقتة في البداية ثم تتحول إلى تغيرات دائمة كما يزيد الحامض بالمعدة ثم يؤدي إلى قرحة بها .
من هو المريض النفسجسمي ؟
المريض النفسجسمي :
هو من أصيب بأمراض نفسية ثم تحولت إلى أمراض عضوية ، أو هو من مرض عضو يتعلق بوظائف الجهاز العصبي الذاتي .ويعتمد بالدرجة الأولى على عوامل نفسية ، لأن الجسم والنفس وجهان ملتصقان لعملة واحدة ، وإن نقطة الالتقاء بينهما هي ( الدماغ ) باعتباره عضو العقل الذي تصدر منه ( كافة الإيعازات التنظيمية ) لجميع أنحاء الجسم ، وفي الدماغ تجري كافة العمليات من أفكار وعواطف وخطط وذكريات . وإن الشدائد النفسية هي نسبية لارتباطها بتاريخ المريض ونشأته ، وشخصيته ، واستعداداته الوراثية ، والظروف المحيطة به والشدة بما تحدثه من توتر داخلي تؤدي تخريبا عضويا ، أو خللا وتفرض على المصاب تهديدا وتحديا ، وأحيانا أذى ومرضا جسميا هو في أصله وجذوره ذو مصدر نفسي .
التعليل السببي لظهور المرض :
يرى ( كارل ياسبرز ) أن المرض ( النفسي الجسمي ) يظهر على شكلين :
أ ـ علاقة آلية مكانية : وهي رد فعل يفوق الحد الاعتيادي من حيث القوة والاندفاع مثل حدوث إسهال ، أو قيء على أثر انفعال شديد
ب ـ علاقة إكتسابية بالمنعكسات الشرطية : وهي نوع من التكرار القائم على مبدأ ( المنعكس الشرطي ) فالإسهال الذي حدث نتيجة ( رعب شديد ) يمكن أن يعيد نفسه بدرجة أقل . فالإنسان الذي رفع سماعة التلفون وتلقى نبأ مؤلم عنيف ثم سقطت يده في شلل وظيفي ، هذا الشخص يمكن أن يصاب بوهن اليد والشلل كلما سمع نبأ مزعج .فهناك تكرار وانتقال وتثبيت للمنعكس الشرطي .وتؤكد الباحثة النفسية ( دوتش ) أن العامل النفسي دوما وراء الحوادث والكوارث المفاجئة ـ غير المتوقعة ـ وظروف الحرمان أو الشدة . فالعضو المصاب نتيجة لذلك الأذى النفسي منذ الطفولة يصبح موضع انفعال دائم ويتكون فيه ما يدعى ( عصاب العضو ) أمـا الطبيب ( الإكسندر ) فيؤكد بأن ( المرض السيكوسوماتي ) هو ( صراع سايكو ـ ديناميكي ) يربط بين ( عقدة معينة ومرض معين ) ، فعقدة الاتكال تولد قرحة المعدة ، وعقدة الفراغ عن الأم تولد الربو وهكذا....ويذهب ( إدلر ) إلى أن الشعور بالنقص في عضو معين يقود إلى المرض السيكوسوماتي .
ويركز ( التحليليون ) على خبرات المريض السابقة ، وتراكمها وتكرارها ، وبالذات ( خبرات الطفولة ) كسبب حتمي في حدوث المرض السيكوسوماتي . ويرجع البعض إلى أن إصابة أحد أفراد العائلة قد تكون واحدة من الأسباب .
ويرجع بعض علماء النـمو السبب إلى ضعف في أحد أجهزة الجسم في مراحل التكوين والتطور كالأمعاء ، أو المثانة ، أو المعدة ، مما يساعد على ظهور الأضرار في ذلك العضو . وأكد بعض العلماء أن ضحالة النضج العاطفي والكبت الشديد والخوف من المسؤولية من شأنها أن تقود صاحبها إلى المرض النفس ـ جسمي .