[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]تاريخ الهستيريا:
أول من استعمل هذا المصطلح هو هيبوقراط لدلالة على تماثلات تحرك الرحم في الجسم و اضطرابه جراء النواقل العصبية . و النوبات الهستيرية كانت و لازالت تشبه إلى حد كبير مرض الصرع .
و في عام 1793 قام الطبيب بينل PINEL بفصل المرضى العقلين بتميزهم كحالات مستقلة بحد ذاتها، إلى غاية نهاية القرن 19 أين ظهر كل من شاركو و فرويد و بابينسكي الذين غيروا تماما من مفهوم الهستريا بإعطاء أهمية للإيحاء و دوره في الهستيريا فجرت في مستشفى السالبيتيار Salpetrière جلسات من التويم المغناطيسي أين تم تأكيد عدم وجود إصابات عضوية في اضطراب الهستيريا .و أكد بابينسكي babinski على أن الهستيري هو محفز ، و أما فرويد فيظن أن للمرض بعد نفسي إذا قمنا بالتحقيق الجيد في المرض.
و الجديد في عصر شاركو هو البعد الحديث و الواسع في دراسة الهستيريا و النوبات الحركية، فكان العلاج يتم على أربع مراحل: المرحلة الأولى التصريعية و الثانية التمسرحية و الثالثة الوضعيات الشخصية أما الرابعة فهي مرحلة و الأخيرة التي تكون في شكل الهلوسات أين يتم البحث عن الجراح أو الندبات الطفولية و هنا يظهر دور التنويم بشكل واضح .
حسب شاركو:
العصاب ما بعد الصدمي حسب شاركو يكون منشئ أساسي للنوبات الهستيرية و يؤكد كذلك على الجانب السوماتي (الجسدي) للمرض . و إذا أمنا بحقيقة وجود صدمة جسدية في حياة العميل فهذا يؤكد لنا أن المهم هو المعاش العقلي التابعة لهذا الحادث.
و "الهوام اللاواعي " يتترجم في شكل جسدي . و بالتالي هنا لا نتكلم عن إثارة بل تعبير نفسوجسدي . و بعد الصدمة يكون للعميل نزعة لاواعية في الرجوع إلى عالم عاطفي طفلي بحت. و هذا الاضطراب يكون ذو نسبة عالية عند الأشخاص المغتربين عن عائلاتهم منذ سنوات ، فيظهر لديهم نوع من الاحتياج العاطفي والنزعة التعويضية.
- الهستيريا تعبر عن صراع يكون فيه دور الرغبة الجنسية ذو أهمية بالغة، فهناك ردع مبالغ فيه للغريزة و ضغط للنزوات . فالهوامات تكون راجعة إلى الرغبة و التظاهرات الصدمية. و الهستيريا هي تعبير جسدي عند مرضي لم يستطيعوا التعبير عن طريق الكلمات. و عندما لا تكفي الاعراض الهستيرية الجسدية و تصبح غير فعالة بالشكل المراد منها يتنقل المريض إلى شكل آخر من الاضطراب ألا وهو إزدواجية الشخصية كحل انتقالي.
و الرغبات اللاواعية تكون في شكل: الجنس، العدوان و البحث عن العاطفة الطفولية، و للتميز بين الهستيريا و الصرع يجب أن نعرف أن في الصرع هناك فقدان كامل للوعي على خلاف ما هو موجود في الهستيريا .
حسب فرويد:
هو صراع في الأصل يتواجد على مستوى الأوديب .
-انطلاقا من الهو تنبع النزوة فتقسم إلى جزئين "تماثل و أثر" ثم تنقسم مرة أخرى إلى جانبين " جانب عقلي و جانب جسدي" الجانب العقلي نجد فيه العاطفة و الجانب الجسدي نجد فيه الإحساس.-
و عندما تكون هنالك قطيعة بين الأثر و التمثيل يبقى التمثيل " مثل ما يحدث في الفوبيا" يضطر الجهاز النفسي للاستعانة بميكانيزم الكبت.
عرض و ملازمة:
في الهستيريا يكون هناك قلب للأثر فيصبح الجسد وسيلة تعبير ، و جراء القطيعة بين الأثر و التمثيل يولد الكبت : و السؤال الأساسي في الهستيريا : " أنا من أكون؟ هل رجل أم امرأة" .
و العرض يولد جراء ارتفاع حدة القلق الذي يعيشه المريض فيبدأ في التعبير المرضي عن طريق الجسد.
الهستيريا الأنثوية:
الجدول العيادي في الهستيريا الأنثوية يكون واسعا جدا و مختلف من حالة لأخرى لكن الشخصية تكون متميزة بعرضين أساسيين هما:
- الميكانيزم الأساسي هو الكبت
- تواجد الصراع الأوديبي على مستوى المراحل الأوديبية القضيبية و الفمية .
- المرأة الهستيرية تقوم بتحديث و إظهار ثنائيتها الجنسية فالجدول العيادي يجب أن يأخد بعين الاعتبار الجانب المعرفي و المحيط الاجتماعي الثقافي ، كما أن الأعراض الهستيرية لا يكمن أن تشير إلى صراع راهن بل إلى صراع قديم .
ملاحظة: القلق من الممكن أن يترجم على المستوى النفسي مثل قلق الخصاء و من الممكن أن يترجم أيضا على المستوى الجسدي مثل ما يحدث في حالات الهيبوكندرية أين يكون الهوس بالجسد مبالغ فيه و بشكل مرضي. و في اضطرابات الإقلاب التي تظهر في الهستيريا و أيضا في الاضطرابات السيكوسوماتية.
و المرض الهستيري غني جدا على المستوى العيادي، فالغرض من طلب الجلسة مع المحلل بالنسبة للمرأة الهستيرية تكون ذات جانبين:
- جانب دفاعي:
هو أول الطرق التي تتبناها المرأة الهستيرية فتلجأ إلى استعمال جسدها كوسيلة تعبيرية فتدافع الإحباطات عن طريق التمظهر و محاولة خداع المحلل عن طريق خدع: الإغماء ، الاضطرابات الوظيفية، الإغراء..إلخ
- جانب هجومي:
هو الطريقة الثانية المتبنية من طرف المرأة الهستيرية بحيث أنها تقوم بجعل المحلل بمثابة شاهد على معاناتها.و تشتكي بطريقة تطالب فيها بتفهمها على أساس أنها مظلومة فمثلا تتكلم عن حق المرأة في الجنس أو عجز الرجال عن تحقيق أمالها.....إلخ
و من الممكن أيضا أن تقوم بإحضار زوجها للمحلل لتقوم بتجريمه و تحميله الذنب على كل ما تعانيه.
شخصية المرأة الهستيرية:
المرأة الهستيرية تعاني كثيرا من اضطرابات البعد الجنسي و الذي ممكن أن يصل إلى درجة تفادي الفعل الجنسي كليا.
البعد الجنسي عند المرأة الهستيرية:
- التفادي الجنسي الكلي: يكون نادر لكنه محتمل الحدوث
-فرط النشاط الجنسي: يكون غالبا مع عدم إشباع ، و من الممكن أن يكون للعميلة عدت أقطاب جنسية في نفس الوقت و حتى و إن اختلفوا فيما بينهم _مثلا تجمع بين رجال ذوي عجز جنسي و آخرون عدوانيون جنسيا_ و نسجل في حالات نادرة نزعة جنسية مثلية.و المرأة الهستيرية تدخل في صراع دائم مع بنات جنسها محاولة فرض ذاتها بتحقيرهم و التقليل من شأنهم لتبدو أكثر أنوثة و انطلاقا من النساء الآخرين تدفع الرجل إلى أن يراها متميزة .
السلوكات التبديلية (النقلية) :
نسجل هنا نزعة شبقية كبيرة في العلاقات مع سلوكات إغرائية مع إثارة سلوكية و جسدية و قد تصل إلى حد أن تكون موضوع اغتصاب جراء سلوكاتها الإغرائية .
الرغبة في لفت الانتباه مع تقمص للأشخاص الذين تحس أنهم يهتمون بها .
- التمسرح (لعب الأدوار) و الدراما من أهم مميزات الشخصية الهستيرية بحيث تقوم بهذه السلوكات بصفة منتظمة فتحس بالسعادة عندما تكون محط الأنظار .
الهستيريا الذكورية:
هي نادرة الحدوث عند الرجل لكن البنية الهستيرية محتملة الظهور عند الرجل.
و نسجل أربع أسباب لطلب الجلسة عند المحلل:
- تظاهرات قلق و فوبيا.
- اضطرابات جنسية: و نجد هنا غالبا العجز الجنسي الذي يلاحظ بكثرة عند الرجل الهستيري إضافة إلى صعوبة كبيرة في القيام بالفعل الجنسي.
و العميل الهستيري يعيش مشكل في "السواء أو التوازن" بمقابل جنسه .
-الاستمناء (العادة السرية) : يكون في شكل فعل يلحقه شعور كبير بتأنيب الضمير.
شك في الهوية الجنسية بتساءل دائم "هل أنا مثلي الجنس".
متلازمة الفشل:
من الممكن أن يدخل العميل في اضطراب اكتئابي أو متلازمة قلق و تظهر لديه سلوكات ادمانية تساعده على تحمل الوضع.
و تبقى الهستيريا في الأخير من أعقد الاضطرابات العصابية التي يصعب على المحلل إكتشافها و وحده التكوين الجيد و الممارسة الدائمة تساعد على معرفة الشخصية الهستيرية.