كيف يؤثر الشيطان على مسارات الطاقة والجهاز العصبي المركزي بعد إنقاص العناصر بتغيير خلق الله ؟
في الحقيقة إن نقص العناصر نوعا أو كما أو كلاهما في داخل الأعضاء المختلفة للجسم والناجم عن تغيير خلق الله في الطعام كما رأينا يسبب نقصا شديدا في كمية التفاعلات الحيوية التي تحدث في داخل جسم الإنسان وفي كمية الطاقة المتولدة في جسم الإنسان وفي مسارات الطاقة التي تسري بالطاقة الكهرومغناطيسية ذات التردد الخاص بالإنسان والذي يحمل تردد الضوء المرئي , وكذلك رأينا أيضا الكارثية التي يمكن تحدث عند نقص العناصر الهامة من كالسيوم وبوتاسيوم وصوديوم على مستوى الجهاز العصبي , وما يؤديه ذلك ويتسبب فيه في زيادة قابلية الاستثارة للخلايا العصبية وزيادة تنبييها وثورانها لأتفه الأسباب والمنبهات بشكل كبير .وهنا في الحقيقة نتصور والله أعلم بأن إبليس ذو الطبيعية النارية الكهرومغناطيسية , يبدأ يسري في مسارات جسم الإنسان المختلفة بتردداته الخاصة والتي تختلف بشكل كبيرة عن ترددات الموجات الكهرومغناطيسية الناجمة عن عناصر الطين , ويجري منه مجرى الدم كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم , وكذلك يصبح إبليس بموجاته الكهرومغناطيسية الخاصة قادرا على أن يؤثر على المناطق المختلفة من الدماغ عند نقص البوتاسيوم والصوديوم والكالسيوم , والذي يوجد بشكل مشحون في داخل الدماغ , لا سيما أننا لم ننس بعد لحد الآن أن الموجات الكهرومغناطيسية تستطيع أن تولد مجالا كهرومغناطيسيا يؤثر على الشحنات المشحونة التي تسبح في السيتوبلازما والسائل الخاص في الخلايا العصبية , لا سيما أن الخلايا العصبية مع نقص العناصر تصبح قابلة جدا للاستثارة والتأثر كما رأينا , وبالتالي يبدأ الشيطان بموجاته الكهرومغناطيسية ذات التردد الذي لا نراه بالتأثير على مناطق مختلفة في الدماغ تحديدا في داخل الدماغ , في منطقة المهاد وتحت المهاد والنوى القاعدية والجهاز اللمبي , كما سنرى فيما يلي .
إبليس يهاجم القسم اليمين من منطقة المهاد فيحدث الشك في العقيدةوالجدير بالذكر أن منطقة المهاد الموجودة في باطن الدماغ وليس في قشره , وخصوصا في الطرف اليمين رأينا أنها تتاثر بشكل كبير في مرض الوسواس , كما رأينا في الجدول السابق الذي يصف الأمراض النفسية , ودعونا نؤكد بأن مرض الوسواس يولد أفكارا تدفع بالإنسان لفعل تصرفات لا يريد أن يفعلها إنما يضطر لفعلها , وما ذلك إلا بسبب الأفكار والأوهام والوسوسة التي يساهم فيها نقص العناصر بالدرجة الأولى ويستغل الشيطان ذلك بالدرجة الثانية فبسبب عند المريض شكا عظيما وترددا كبيرا , وتولد خلايا مخه شكا كبيرا وعظيما كما قلنا المرجع (36 ) " أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ لاَ يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ اللّهُ جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّواْ أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُواْ إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ ( 9) قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى قَالُواْ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَآؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ( 10) إبراهيموَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ( 20) وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ ( 21) سبأ وفي الحقيقة أن نقص العناصر في القسم اليمين من منطقة المهاد في الدماغ يسبب في الحقيقة حدوث الوسواس والشك وعدم اليقين بشكل كبير, لا سيما في موضوع العقيدة والله أعلم , وقد تكون هذه الآية تعنى بهذا الموضوع " وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ ( 28) قَالُوا إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ ( 29) قَالُوا بَل لَّمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ( 30) فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ ( 31) فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ ( 32) فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ ( 33) إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ ( 34) الصافات .
إبليس يهاجم الجهاز اللمبي من الأمام والخلف واليمين والشمالوفي الحقيقة أننا نعتقد وحسب القرآن أن إبليس قادر على مهاجمة مناطق الدماغ من كافة الجوانب لا سيما المناطق الموجودة تحت قشر الدماغ مثل الجهاز اللمبي والنوى القاعدية والمهاد , وخصوصا الجهاز اللمبي المسئول بشكل رئيس عن سلوك الإنسان وانفعالاته , وهو جهاز يحيط بمركز الدماغ من كافة النواحي من أمام ومن خلف ومن يمين ومن شمال وفي الحقيقة أن هذا الجهاز مسئول عن العواطف عند الإنسان وعن الانفعالات من خوف وتوتر وقلق والغضب والثوران والشهوة , ويتركب الجهاز اللمبي أو الطرفي LIMBIC SYSTEM من مجموعة من التركيبات المخية المختلفة عددها سبعة , وهو كما قلنا مسئول بشكل أساسي عن السلوك إضافة للكثير من الوظائف , وهو يتركب من أحد تلفيفات المخ الذي يعرف باسم التلفيف بجانب تلفيف حصان البحر Parahippocampal Gyrus ومن التلفيف المسنن Dentate gyrus ومن النواة الحاجزية Septal nucleus وهي تقع تحت الجسم الثفني الذي يربط نصفي كرة المخ والأجسام الحليمية Mammillary bodies وهي جزء يشبه الحليمات يقع في المهاد , والنواة الأمامية من المهاد Anterior nucleus of the thalamus , والجسم الغدي Amygdaloid body والبصلة الشمية Olfactory bulb وهي عبارة عن تجمعات عصبية آتية من مخاطية الشم والتي تتجمع لتشكل العصب الشمي , وأخيرا وليس آخرا , حزم من الألياف المحورية المغمدة تصل بين هذه الأجزاء المختلفة Bundles of interconnected mylinated axons ) وفي الحقيقة أن العلماء اكتشفوا بأن هذا الجهاز مسئول عن الغضب والانفعال والعصبية والثوران وانتفاخ الأوداج وعن الميل والنزوع إلى الرغبات المختلفة والشهوات المختلفة وعن الخوف والقلق والتوتر والتوجس والرعب بشكل كبير .
كون هذا الجهاز يحيط بمركز الدماغ من كافة النواحي فإني أعتقد والله أعلم بأن هذا الجهاز, وخلاياه العصبية تتعرض لهجوم إبليس عليها من كافة النواحي من الأمام والخلف ومن اليمين ومن الشمال , مسببا بذلك , الغضب والثوران والانفعال والخوف والقلق والتوتر والتوجس وثوران الشهوة وهي الانفعالات التي تحدث عندما تتنبه هذه الأجزاء من الدماغ والجهاز اللمبي , وتحدث هذه التأثيرات عادة عند تنبيه الجهاز اللمبي دون وجود أي نقص في العناصر مثل الكالسيوم والبوتاسيوم والصوديوم ودون وجود أي نقص في النواقل العصبية , فما بالكم بوجود نقص شديد في هذه العناصر وما يسببه ذلك من نقص في النواقل العصبية فكيف سيكون الغضب والقلق والانفعال والثوران والخوف والتوتر والرعب والتوجس , وكل هذه الأشياء والله أعلم هي من الأشياء التي يغوينا بها الشيطان لعنه الله " قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ( 16) ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ( 17) الأعراف , وإني أعتقد والله أعلم بأن الاتجاهات التي يأتي منها إبليس هي تلك المناطق الموجودة في الدماغ وتحديدا في الجهاز اللمبي من الأمام ومن الخلف ومن اليمين ومن الشمال , والتي يحدث تنبيهها خروجا عن الصراط المستقيم , باستثارة الشهوة والانفعال والقلق والتوتر والشك وعدم الثقة والوسواس والخوف والتوجس والهلع وغير ذلك , وما تكون الغواية إلا بذلك والله تعالى أعلم .وقد أجريت بعض التجارب على الحيوانات فأظهرت التالي " عند تنبيه منطقة الجهاز اللمبي ( الطرفي ) عند كثير من الحيوانات فإن استجابتها تتمثل إما أنها تشبه الألم الشديد أو السعادة الفائقة التي تصل إلى النشوة , وقد وجد أن تنبيه منطقة النواة الغدية amygdala أو بعض النويات في الجهاز اللمبي عند القطط يؤدي إلى حدوث استجابة عندها تعرف باسم rage أي الثورة والغضب الشديد المترافق مع الغيظ , حيث تنشب القطة مخالبها , وترفع ذيلها , وتنفتح عيناها إلى أقصى مدى ممكن , وتبدأ القطة بالنفخ والزمجرة مع النفث وإطلاق رذاذ اللعاب , وعلى العكس تماما فقد وجد أن إزالة هذا الجزء من الجهاز اللمبي وهو النواة الغدية amygdala من الحيوانات يؤدي إلى أن يفقد الحيوان تماما الخوف والغضب والانفعال , وقد وجد أن بين البشر الذي تعرضوا لإصابة دماغية أصيبت فيها منطقة النواة الغدية amygdala بدأوا يفشلون في إدراك المؤثرات المخيفة التي تسبب الخوف والقلق والتوجس والرعب , المرجع ( 2)
الشيطان يهاجم المنطقة الخلفية من الجهاز اللمبي والمخيخ فيسبب النسيانوالجدير بالذكر أن التلفيف بجانب تلفيف حصان البحر Parahippocampal Gyrus وهو القسم الخلفي من الجهاز اللمبي , مع بعض الأجزاء من المخيخ , وكل هذه المنطقة موجودة في الخلف أي في خلف مركز الدماغ مسئولة عن الذاكرة والتذكر , وخصوصا ما يتعلق بالذاكرة القريبة التي تتعلق بدورها بالأحداث اليومية , ولذلك وجد العلماء أن إصابة هذه المنطقة يؤدي إلى فقدان الذاكرة المتعلقة بالأحداث اليومية والأحداث القريبة ولا يستطيع الإنسان عند إصابة هذه المنطقة بحادث مثلا أن يتذكر أبدا ماذا أكل أمس , وأين ذهب أول أمس , وماذا فعل قبل أسبوع , وغير ذلك من الأحداث القريبة , وإني أعتقد في الحقيقة أن إبليس عندما يهاجم الجهاز اللمبي والمخيخ من الخلف في هذه المنطقة فهو يسبب النسيان للإنسان بشكل كبير " قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا ( 63) الكهف , " وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ ( 42) يوسف , " اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ " (19) المجادلة .
هجوم الشيطان على النوى القاعدية القريبة من المنطقة السمعية والوسوسة السمعية لهولذلك نرى أن الشيطان بعد أن توعد بتغيير خلق الله في الطعام كما رأينا ذلك في سورة النساء " وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَانًا مَّرِيدًا ( 117) لَّعَنَهُ اللّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا ( 118) وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا ( 119) النساء , أيضا توعد بعد الرحلة في داخل جسم آدم ومعرفته بأسرار هذا الجسم أن يأتيهم بعد نقص العناصر في أدمغتهم من أمامهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم " ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ( 17) الأعراف , وقد توعد كذلك بأنه سيسطر عليه ويسوقهم ويقودهم إلى الهلاك , تماما كما يضع الإنسان الرسن في فم الدابة ليقودها " قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إَلاَّ قَلِيلاً " (62) الإسراء , وقد وضح إبليس طرقه في ذلك وهي أن يستثير كثيرا منهم بصوته والذي أعتقد أنه يولده بكل بساطة بتأثير المجال الكهرومغناطيسي الخاص بإبليس على شحنات الكالسيوم والبوتاسيوم والصوديوم الضعيفة والموجودة في الخلايا العصبية في منطقة السمع لمن يريد الشيطان أن يوسوس له , بحيث إن إطلاق هذه المنبهات يؤدي إلى إطلاق نواقل عصبية بنفس الدرجة والشدة التي تؤدي إلى إحداث فكرة معينة في دماغ الشخص , وعادة ما تكون أفكار الشيطان , أفكارا شيطانية سيئة وسواسية يخوف بها الشيطان عباد الله ويشككهم ويقلهم ويخوفهم ويرهبهم ويرعبهم " وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ " (64)الإسراء , ولاحظوا تأثير الشيطان بالقول أيضا والذي أعتقد أنه يتم عن طريق نفس المبدا في قسم السمع من الدماغ " وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ " (112) الأنعام
هجوم الشيطان على الدماغ في منطقة المهاد وتحته وإحداث الإيهام
وكذلك فإن الشيطان من خلال تأثيره على مناطق معينة في الدماغ , يعتقد أنها منطقة المهاد وتحت المهاد , يصور للإنسان من خلال تأثيره على الخلايا العصبية الموجودة في هذه المنطقة وكذلك من خلال تأثيره على العناصر الموجودة فيها بموجاته الكهرومغناطيسية النارية , يوهم الإنسان بأن العمل الذي عمله هو عمل جيد ورائع وجميل بالرغم من أن عمله كان قبيحا ويجلب غضب الله ومقته سبحانه وتعالى , فمنطقة المهاد وتحت المهاد يعتقد أن تنبيهها قد يحدث الأوهام والأفكار غير الحقيقة بشكل مبالغ فيه , وقد فعل ذلك إبليس مع كثير من الأقوام , إذ أوهمهم وخدعهم وأظهر لهم عملهم السيء بأنه شيء جيد وعظيم , وتأملوا معي كيف تشرح الآيات ذلك الإيهام " فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ( 43) الأنعام
وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَاءتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّيَ أَخَافُ اللّهَ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ ( 48) الأنفالتَاللّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ( 63) النحل
وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ ( 24) النمل
وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ ( 38) العنكبوت , المرجع ( 39 ).
كيف يحدث السحر عن طريق الشيطان في الدماغفي الحقيقة أن المتأمل للجهاز اللمبي وخصوصا في منطقته الخلفية , وكذلك المتأمل للنوى القاعدي خصوصا في منطقتها الخلفية يجد بأن هذه المناطق مرتبطة بشكل وثيق في المنطقة القفوية من قشر الدماغ التي تقسم إلى ثلاثة مناطق , المنطقة 17 وهي المنطقة التي تفهم الإنسان بأن الضوء الذي رآه على شبكيته وتحول إلى تيارات كهربائية , هو شكل كروي , لونه أحمر , له حجم يملأ القبضة , وأن هذا الشكل اسمه تفاحة , في حين أن المنطقتين 18-19 تعطيان معنى مفصلا للتفاحة , فبالرغم من أن المنطقة 17 قد رأت التفاحة إلا أن المنطقة 18-19 تفهمان الدماغ بأن هذه التفاحة من الفواكه , وأن صلبة , وأن قشرها لماع , وأن طعما حلو أو حامض حسب نوع التفاح , وأن تناول تفاحة كل يوم يقي من الطبيب كما يقول المثل البريطاني , وأن هذه التفاحة مفيدة لتنظيف الأسنان , وأن التفاح قد تم تناوله فيما سبق وسجلت كل الملاحظات والمعلومات والوظائف المتعلقة به في هاتين المنطقتين , غير أن هذه المناطق البصرية في قشر الدماغ 17 , 18 , 19 تتصل بالقسم الخلفي من الجهاز اللمبي والذي يكسب الإبصار معاني انفعالية عاطفية أو مخيفة , فرؤية التفاحة قد تثير من خلال القسم الخلفي من الجهاز اللمبي فرحا أو سعادة لأن الشخص الذي رآى التفاحة يعتبرها أفضل طعام بالنسبة إليه وهو يحبه , وكذلك قد يثير القسم الخلفي من الجهاز اللمبي , قصة مخيفة لديه ورعبا متعلق برؤيته للتفاحة لأن هذا الشخص مثلا قد حدث معه موقفا أو قصة سابقة مؤلمة ومخيفة ومرعبة وتحدث قلقا وتوترا وخوفا , هذه القصة متعلقة بالتفاحة الحمراء مثلا , وهكذا فكافة الانفعالات التي يحملها الجهاز اللمبي ترتبط بالمنطقة الخلفية من الدماغ التي تبصر وترى وتربط ما يبصره قشر المخ بانفعالات معينة يثيرها الموقف الذي تم فيه رؤية هذا الشيء الذي أبصره الدماغ , وفي الحقيقة أن الأبحاث تشير بأن القسم الخلفي للجهاز اللمبي يساهم وبشكلكبير في عملية الإبصار , وإنني أعتقد حقيقة أن الشيطان يستطيع من خلال موجاته الكهرومغناطيسية النارية أن يؤثر على المناطق الخلفية من الجهاز اللمبي فقط , فيحدث نتيجة لذلك خداعا في البصر أو إيهاما برؤية أشياء غير موجودة , وخداع في ما يراه الإنسان , وتهويل له وتحويل لحقيقته , وفي الحقيقة أن نوعا من السحر يعتمد على هذه الطريقة , وهو سحر التخييل وقد ذكره الله في القرآن الكريم , وفي الحقيقة أن المتتبع لآيات السحر في القرآن الكريم , كما ألهمنا لله سبحانه وتعالى وهدانا لأن نجمع كافة آيات السحر في القرآن الكريم , يكتشف أن معظم هذه الآيات مرتبطة بعملية الإبصار والرؤية , فكأن السحر هو خداع بصري , وتحويل لحقيقة الأمر لكي يتم رؤيته بشكل مغاير , وتأملوا معي حجم وضخامة الآيات التي تذكر ذلك بالتفصيل , فقد كان فرعون مهتما بالسحر بشكل كبير بدليل أنه أنشأ له وزراة خاصة وأكره السحرة على ممارسة السحر , وكذلك كان يهتم بما يحدث في عملية السحر وكيف يحدث , وهذا قول السحرة لفرعون بأنه أكرههم على السحر " إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى " ( 73) طه , وفي الحقيقة أن اطلاع فرعون على السحر جعله يعلم بأن الخداع في السحر يحدث على مستوى الرؤية والإبصار , ومن هنا فعندما أراه موسى الآيات بعينيه وبصره " فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى ( 20) النازعات , ولاحظوا هنا استخدام الله لكلمة مبصرة مع الآيات , فبعد أن رآها فرعون وقومه الذين يعملون بالسحر , اعتبروها سحرا , وليس حقيقة " وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ( 12) فَلَمَّا جَاءتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ ( 13) النملوتأملوه هنا كلمة أريناه التي استخدمها القرآن لتفيد أن معجزات موسى كانت بصرية يراها بالعين , فاعتبرها فرعون وقومه سحرا
" وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آيَاتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَى ( 56) قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى ( 57) فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِّثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لَّا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنتَ مَكَانًا سُوًى (58) طه
ولاحظوا كيف قام السحرة بخداع بصري للحاضرين من خلال سحرهم الذي استخدموا فيه الشياطين والله أعلم , ذلك أن عدد الحاضرين كان كبيرا , فقد حشر الناس كلهم ضحى غصبا ليشاهدوا هذا التحدي بينه وبين موسى عليه السلام " فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِّثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لَّا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنتَ مَكَانًا سُوًى ( 58) قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَن يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى ( 59) طه , من أجل ذلك جمعوا شياطينهم بشكل كبير لكي يقوموا بعملية السحر في الأجهزة اللمبية , في قسمها الخلفي لدى الناس الحاضرين والله أعلم " فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى " ( 64) طه , وبالتالي بعد أن أعمل الشياطين خداعهم وتأثيرهم على الأجهزة اللمبية للمشاهدين والحاضرين , سحروهم وخدعوا أبصارهم بذلك , وقد سطر القرآن هذه الحقيقة " قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى " ( 66) طه , فقد كان هناك تخييل بالنسبة لموسى , وكان مخلوق آخر يقوم به في منطقة الخيال عند موسى عليه السلام , فالفعل خيل جاء مبني للمجهول , فمن فعل ذلك بموسى عليه السلام والحاضرين , والله أعلم أنهم الشياطين بتأثيرهم على النواقل العصبية الموجودة في منطقة الجهاز اللمبي والله أعلم .فقشرالدماغ هو الذي يرى ويسمع ويحرك الأعضاء , ويحس الإحساسات المختلفة ويشم ويتذوق ويلمس ويشعر بالحرارة والبرودة والألم ويتخيل , ويفكر , ويحلل , وينفذ وغير ذلك من الوظائف التي حباه الله سبحانه وتعالى بها , غير أن المناطق التي تحته من المهاد وتحت المهاد والجهاز اللمبي والنوى القاعدية تساهم في إعطاء الانفعالات المترافقة مع هذه الإحساسات والحواس والإبصار والسمع واللمس والتحرك واتخاذ القرار , وقد رأينا كيف تقوم هذه النويات الموجودة تحت أمرة قشرة الدماغ بتزيين الوظيفة التي يقوم بها قشر المخ , من خلال إضفاء الانفعالات عليها من خوف وقلق ورعب وحزن وتفاؤل وتشاؤم وعواطف وفرح وأحيانا توتر وقلق ووسواس وربط الفعل الذي يقوم به الإنسان بخبراته السابقة وانفعالاته السابقة للقيام بنفس الفعل أو ما يشببه
وفي الحقيقة أن الأبحاث العملية تثبت تماما وتؤكد على هذه النقطة بأن قشر الدماغ يسيطر تماما على النويات التي تحته من نويات قاعدية ومهاد وتحت المهاد والجهاز اللمبي في الوظائف وأنه في الحقيقة يستطيع أن يوقف التنبيهات الموجودة في هذه المناطق تماما وينهيها تماما مهما كانت من القوة ومهما كان تأثيرها , فنحن قلنا مثلا أن المناطق السفلية تحت قشر المخ مسئولة عن إثارة الشهوة عند الإنسان , ولكن قشر الدماغ يستطيع أن يوقف هذه الشهوة إن أراد , وفي الحقيقة أن قشر الدماغ ما هو إلا المكان الذي تمارس في النفس تأثيراتها والله أعلم , وكون قشر الدماغ من الناحية الطبية هو الأقوى في تأثيره وسيطرته وهو المسيطر كذلك على كافة الأعضاء التي تحته (لاحظوا أن الله سبحانه وتعالى قد جعل النوى القاعدية والجهاز اللمبي تحته حتى في المكان , مما يشير إلى سيطرته وقوامته وقوته عليها وتفوقه عليها وأن قشر الدماغ حقيقة يعتبر هو الرئيس المسيطر والمتحكم في كل صغيرة وكبيرة وشاردة وورادة , ومسيطر على ما هو تحته من نويات وجهاز لمبي وغيرهما ) وهذه الحقائق العلمية في الحقيقة جعلتني أربط بأن قشر الدماغ القوي المسيطر هو المكان الذي تعمل فيه النفس وتوجهه والله أعلم , وكل ذلك كان من خلال آيات القرآن المختلفة " وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى ( 40) النازعات , فمن الواضح هنا أن النفس هي التي تتخذ القرارات وهي التي تنهى عن الهوى وعن الشهوة وعن غير ذلك من انفعالات وغضب وما يمكن أن يثير الهوى , وهي كذلك تتخذ القرارات بالموافقة على فعل السوء والغضب والانفعال والشهوة وطلب الفاحشة وما إلى ذلك " وَمَا أُبَرِّىءُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ " (53) يوسف , وهي كذلك التي تتخذ القرار أيضا ونرها تلوم وتحاسب على الأخطاء التي ارتكبتهابعد اقتراف السوء , ولذلك نرى أن الله سبحانه وتعالى وصفها سبحانه وتعالى " وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ " (2) القيامة .
وقد اعتقدت أيضا بأن النوى القاعدية والمهاد وتحت المهاد والجهاز اللمبي هي مكان سيطرة الشيطان لسببين , أولهما أن فيهما من كل المراكز ما يودي بالإنسان إلى الهاوية , فهي في مراكز الشهوة والانفعال والغضب والثوران والتوتر والقلق والوسواس والهم والغم والحزن والأفكار السوداوية والظلامية والتثبيط , وما إلى ذلك من إحساسات وانفعالات شرحناها وفصلناها في الأمراض النفسية التي رأينا فيما سبق , أما السبب الثاني الذي جعلني أعتقد بأنها مكان تأثير الشيطان , فذلك لأنها لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تسيطر على قشر الدماغ التي يسيطر عليها تماما ويأمرها وينهاها , ويجعلها تنفذ أو لا تنفذ , في حين أن النوى القاعدية والمهاد وتحت المهاد والجهاز اللمبي مجتمعة لا تستطيع أبدا أن تؤثر على قشر الدماغ بأي شكل من الأشكال نهائيا , لا من قريب ولا من بعيد .كون أن الشيطان لا يستطيع أن يسيطر على الإنسان أبدا , نهائيا , فإني أعتقد أن الله سبحانه وتعالى قد مكنه فقط من الجهاز اللمبي والنوى القاعدية والمهاد وتحت المهاد التي تعمل تحت إمرة قشر الدماغ , دون أن يمكنه سبحانه من قشر الدماغ أبدا , ونحن نقول هذا , ذلك لأن الشيطان لو كان قادرا على التأثير بموجاته الكهرومغناطيسية على قشر الدماغ عند الإنسان , لكان فعل فيه الأفاعيل , لجعله يمشي , ويحمل السكاكين , ويقتل ويسرق ويزني ويبطش ويرتكب السبع الموبقات والكبائر العشر , دون أن يكون للإنسان أي سيطرة على نفسه أو على ما يفعله , ومن ثم نقول أنه في مثل هذه الحالة لا يجب محاسبة الإنسان على أي شيء من هذه الأفعال , ذلك لأنه فعل كل هذه الأشياء غصبا عنه وليس باختياره , إنما كان الشيطان هو الذي يقود هذه الأفعال السيئة كلها من خلال تنفيذه عبر قشر الدماغ الذي ينفذ ويتخذ القرار , غير أن هذا غير صحيح وغير منطقي , والصحيح والله أعلم بأن الشيطان يسيطر فقد على ما تحت قشر المخ , وما يقع تحت أمر قشر المخ وليس على قشر الدماغ نفسه , حيث تأمر النفس وتنهى قشر المخ كما تريد ويكون للنفس الكلمة الأولى في هذا الموضوع , وإنما تنفذ النوى القاعدية والمهاد وتحت المهاد والجهاز اللمبي ما يأمره فيه قشر المخ وتكون تحت إمرته , ويؤثر الشيطان فقط على هذه النوى المحكومة والتي تخضع لسيطرة قشر المخ , ونرى ذلك حقيقة واضح في القرآن الكريم , بعدم قدرة الشيطان على السيطرة على الإنسان أبدا نهائيا " وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِنقَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " (22) إبراهيم . " وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ " (20) وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ " ( 21) سبأ , وفي الحقيقة أن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم زاخرة بمثل هذه المفاهيم , فالغضب من الشيطان كما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ان الغضب من الشيطان وان الشيطان خلق من النار ....." رواه أبو داود وأحمد والطبراني , وقد رأينا حقيقة كيف أن الشيطان يؤثر على الجهاز اللمبي كما نعتقد , والذي يسبب تنبيهه الغضب والانفعال والثوران كما رأينا , وفي الحقيقة أن قدرة قشر المخ , وهو المكان الذي تؤثر فيه النفس كما نعتقد والله أعلم على كبح جماح الجهاز اللمبي وما يحدثه تنبيهه من غضب وثورة هو الذي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لرجل عندما قال له , أوصني يا رسول الله قال ( لا تغضب ) . فردد مرارا سائلا نفس السؤال قال ( لا تغضب)" رواه البخاري , المرجع ( 22) , فلو كان الغضب الذي هو من الشيطان والذي يحدث بتنبيه الجهاز اللمبي لا يمكن التحكم به والسيطرة عليه لكان من المتعذر إيقافه والسيطرة عليه أبدا , ولكن كون قشر المخ هو المسيطر وأن قشر المخ يعمل تحت إمرة النفس , وبالتالي فمن السهولة إذن أن يقوم قشر المخ بالسيطرة على الجهاز اللمبي وكبح جماحه وتأثيره وهذا هو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم للصحابي , وفي الحقيقة أنني أشبه إبليس بمن ينق على شخص أخر ويلح عليه ليفعل الطلب , مرة بعد مرة بعد مرة بعد مرة بعد مرات , فنجد أن الشخص الثاني يمل من كثرة الطلبات والإلحاح , ونراه يقوم بتنفيد ما طلبه منه الشخص الأول بناء على إلحاحهالشديد وتكراره الممل , وذلك لكي يتخلص من كثرة إلحاحه ونقه عليه , ونحن نلمس ذلك واضحا في الآيات " إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم " ( 22) إبراهيم , ولاحظوا أن الشيطان هنا قال لوموا أنفسكم , ذلك لأن النفس هي التي اتخذت القرار , وليس الشيطان , وما فعله الشيطان هو مجرد الإلحاح والإصرار والنق .
ولذلك أن من كانت نفسه قوية , وتسيطر تماما على شهواتها وأهوائها ويسيطر قشر المخ عنده تماما على النوى القاعدية والجهاز اللمبي والمهاد وتحت المهاد وهي ما تحمل الشهوات والأهواء والإنفعالات بشكل كبير , نجد أن الشيطان لا يجد له سبيلا , ولا يقوى أن يتغلب عليه أو أن يؤثر عليه أو يضعفه أو يدخله من باب شهوة أو غضب أو هو أو استثارة غريزة , ولعل هذا ما قصده رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما خاطب عمر رضي الله عنه ( إيها يا ابن الخطاب والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا فجا قط إلا سلك فجا غير فجك " رواه البخاري ومسلم وأحمد.
أين دور الطعام من التأثير على الموجات الكهرومغناطيسية من كل ذلك ؟
في الحقيقة لقد رأينا أن للطعام دورا استراتيجيا في توفير العناصر التي يحتاجها الدماغ الذي يعتبر الوسيلة التي تستطيع النفس من خلالها أن تعبر عن نفسها , وتؤدي وظائفها , وبالتالي فإن دور الطعام يعتبر هاما جدا في الحفاظ على الوسيلة ( قشر الدماغ ) التي تمكن النفس من أن تتغلب على وساوس الشيطان ونجواه وحديثه السري وما يثيره في الجسم من ضعف ووساوس وأوهام وتخييلات وغيرها ,
ولذلك كان الشيطان حريصا على إنقاص العناصر من الطعام وذلك بتغيير خلق الله كما رأينا , ومن ثم فإن نقص العناصر الداخلة للجهاز العصبية وتحديدا لقشر الدماغ يجعل قشر الدماغ ( وهو وسيلة النفس في التعبير عن إرادتها ونفسها ) يجعله أقل قوة وأقل قدرة على السيطرة على الشهوات وما يأمر به الشيطان , ويجعل إرادة الإنسان ضعيفة , وهو في الحقيقة ما نراه في مرضانا قبل أن نبدأهم بالعلاج بنظام الغذاء الميزان , وفي نفس الوقت نرى أن نقص العناصر الذي يغري به الشيطان بتغيير خلق الله سبحانه وتعالى يزيد قابلية الجهاز اللمبي والنوى القاعدية والأماكن التي يؤثر في الشيطان , للاستثارة والانفعال وسهول التنبيه كما رأينا مما يجعل عمل الشيطان أسهل بوجود طعام سيء العناصر في النوع أو الكم أو كلاهما " يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ( 168) إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ( 169) البقرة .
كيف يمكن العلاج من الأمراض النفسية والهم والغم والحزن والقلق والوسواس وغيرها
لربما كان من السهل الآن وبعد معرفة كل هذه الآليات التي تحدث هذه المصائب كافة والتي تصيب كثير من الناس , كيفية معالجة كل هذه الأمراض النفسية وكذلك ما يعرف بين الناس باسم السحر وكذلك ما يعرف باسم الوسواس والهم والغم والقلق والتوتر والخوف والهلع وغيرها ذلك مما يعاني منه الناس ويتمثل العلاج في الحقيقة باستخدام أربعة خطوات تتخلص في التالي :فإرادة الإنسان ونفسه : هي صاحبة القرار أولا وأخيرا , ولا يوجد هناك شيء في كل الدنيا يستطيع أن يتغلب على أوامر قشر المخ حيث تعمل نفس الإنسان وتتخذ القرار , وبالتالي فإننا وجدنا أن بعض الجلسات العميقة مع بعض المرضى , وإرشادهم إلى هذه الحقائق العلمية , كان لها أثرا إيجابيا مذهلا في التخلص فيما يعتقده ويصيبه بدرجة كبيرة جدا , ذلك بكل بساطة لأنه أدرك أن لا شيء يستطيع أن يؤثر على قشر مخه حتى ولو كان الشيطان نفسه , وأنه قشر المخ هذا يستطيع أن يسيطرعلى كل أعضاء الجسم وعلى الجهاز اللمبي والنوى القاعدية والمهاد وتحت المهاد حيث يعمل الشيطان , وبكل بساطة أدرك هؤلاء الناس قول الله سبحانه وتعالى " وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم " (22) إبراهيم . " وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ " (20) وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِم مِّن سُلْطَانٍ " ( 21) سبأ ولن يتسع المجال لشرح الطريقة المفصلة التي من الله سبحانه وتعالى علينا باكتشافها والتي نستخدمها في علاج هذه الأمراض والوساوس .الطعام الموزون والغني بالعناصر التي يحتاجها الجهاز العصبي تحديدا الجهاز اللمبي وكذلك المهاد وتحت المهاد وكل خلايا المخ حتى تعود تعمل بشكل سليم وموزون , حتى يعود استقطابها على أعلى مستوى وتصبح صعبة الاستثارة والتنبيه بعد أن كانت سهلة جدا للاستثارة والتنبيه وتأثير الموجات الكهرومغناطيسية الشيطانية عليها وبشكل سهل وكبير , ويمكن في الحقيقة الحصول على كل العناصر كافة كامل وذلك من خلال تطبيق برنامج الغذاء الميزان على المريض وهو الذي يحتوي على كافة أطعمة وأشربة القرآن التي ذكرها بنفس النسبة التي ذكرها القرآن الكريم لتكرارات هذه الأطعمة والأشربة حسب ما وردت في القرآن الكريم وكذلك علاقاتها مع بعضها بعضا , والورقة الثانية المقدمة من مركز أبحاثنا تشرح كيف تقوم أشربة القرآن وأطعمته مجتمعة بتشكيل وجبات غذائية متكاملة السعرات الحرارية والبروتينات والدهون بأنواعها والأملاح والفيتامينات تلك التي يحتاجها الإنسان في يوم وليلة , وذلك حسب قياسات وتوصيات منظمة الصحة العالمية وهو ما نتبعه في برنامجنا الغذائي .يمكن السيطرة على الشيطان وعلى موجاته الكهرومغناطيسية ذات الترددات التي تختلف عن الترددات الكهرومغناطيسية لجسم الإنسان , بطرد هذه الترددات الكهرومغناطيسية الخاصة بالشيطان من خلال طرد الشيطان نفسه بالاستعاذة بالله سبحانه وتعالى منه الشيطان الرجيم , فقد أخبرنا الله سبحانه في القرآن الكريم , أن هذا الشيطان يتراجع ويخنس عند ذكر , الله والاستعاذة به سبحانه منه ومن شره " من شر الوسواس الخناس ( 4) الناس , الخناس أي : الشيطان الذي يخنس أي : ينقبض إذا ذكر الله تعالى وقوله تعالى : " فلا أقسم بالخنس " (15) التكوير, أي : بالكواكب التي تخنس بالنهار, ولاحظوا كيف أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن كيد الشيطان وتنبيهه للجهاز الودي وتحديدا النواة الغدية التي قلنا أن تنبيهها يحدث الغضب الشديد والغيظ , يجعل هذا الشيطان يتراجع , ويتوقف عن تنبيهه من خلال موجاته الكهرومغناطيسية , مما يجعل حالة الغضب والانفعال تزول من الناس بإذن الله " استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم فجعل أحدهما تحمر عيناه وتنتفخ أوداجه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لأعرف كلمة لو قالها لذهب عنه الذي يجد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم فقال الرجل وهل ترى بي من جنون ؟ " رواه البخاري ومسلم , المرجعين ( 16, 22) .ولاحظوا أيضا عندما يبدأ الشيطان يهاجم المنطقة اليمين من المهاد فيسبب ذلك حدوث الشك والوسواس حتى في العقيدة , فكيف ينتهي الشيطان بموجاته الكهرومغناطيسية عن التأثير بذلك بمجرد ذكر الله سبحانه وتعالى " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يأتي الشيطان أحدكم فيقول من خلق كذا من خلق كذا حتى يقول من خلق ربك ؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته ( فليستعذ بالله ) من وسوسته بأن يقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " رواه البخاري, المرجع ( 22) .
قراءة القرآن الكريم ( الرقية الشرعية )في الحقيقة قبل أن نبدأ بهذا الموضوع , علينا أن نعرف أن قراءة القرآن تعمل على تغيير تركيب شكل جزيئات الماء الماء الموجود في الجسم , هذا الماء الذي جعل الله سبحانه وتعالى منه كل شيء حي , وهذا الماء هو الذي يشحن كل عناصر الجسم بما في ذلك عناصر الكالسيوم والصوديوم والبوتاسيوم التي تعمل في الخلايا العصبية , وهذا الماء هو الذي له القدرة على إطفاء النار التي خلق منها الشيطان " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الغضب من الشيطان وإن الشيطان خلق من النار وإنما تطفأ النار بالماء فإذا غضب أحدكم فليتوضأ " رواه أبو داود وأحمد والطبراني .
المخلوق الرابع الذي يؤثر على الجهاز العصبي " وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ "
المصدر
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]